منتديات إبداع الحياة الشبابية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى شبابي اسلامي عام يهتم بالشباب المسلم و يهتم بالتكنولوجيا والابداع
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
•|.:::: ~ الف مبارك مرور عام على انطلاق ابداع الحياة ~ ::::.| •

 

 ::::: الظلم ظلمات :::::

اذهب الى الأسفل 
+2
اليمان
ريان الديراني
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ريان الديراني
مبدع جديد
مبدع  جديد
ريان الديراني


عدد المساهمات : 21
نقاط : 48
التقييم : 14
تاريخ التسجيل : 26/01/2010

::::: الظلم ظلمات ::::: Empty
مُساهمةموضوع: ::::: الظلم ظلمات :::::   ::::: الظلم ظلمات ::::: Empty2010-02-08, 2:31 am

قصة قصيرة






الظلم ظلمات



أبي من ذلك النوع من الرجال الذين أشربوا في الحياة كأساً دهاقاً ، وأمي إمرأة أرادت أن تأخذ زينتها في كل حفل تقيمه قريناتها وعند كل منعطف تمر به لاهثة .


وأخي الأكبر مني سناً والأوسع مني باعاً في المعرفة والأكثر مني تجربة في الحياة والأقرب لقلبي والديه متزوج من ابنة عم له ذو ثروة محترمة أما أنا فقد بؤت بغضب من أمي ولعنة من أبي لأني عزمت على الزواج بفتاة غير ابنة خالتي تلك التي اختارتها لي ، التي أعرفها وأعرف مشربها ومنبتها .. إن هي إلا صورة مصغرة عن أمها ولوحة مكبرة عن نفسية أمي .


كان أبي في صباي يظلمني لسبب وحيد .. هو أني أعق سلوكه وأنبذ نمطه .


وأتخذ لنفسي سلوكاً يثير اشمئزازه كما يثير حفيظته ، وبدل أن تكون أمي الدرع الواقية لإبنها اليافع فإذا هي طبعة ثانية منقحة عن أبي قد قبر الظلم في داخلها وعاد بعدما اندثر تتدحرج الفتنة أمامها ككرة يتحكم في اتجاهها اللاعبون المحترفون .


وكنت أنا تلك الشجيرة الصغيرة المورقة .. تتلاعب بها العواصف بقصد إقتلاعها من روضها الهادئ الجميل .. لتقذفها بقوة التيار إلى ملهى الحياة الصاخب المنفعل .


وبدأ الصراع لاهباً بين جنتي ونارهم ، كل المتنازعون متصلبون .. وكان رأس أخي الناعم .. ( الأكثر تجربة ) كما يقول والدي : أكبر منك بيوم أعرف منك بسنة ، كان رأسه يمتد كرأس أفعى تعطيهما من طرف اللسان حلاوة و" طاعة ".. ومن الطرف الآخر تلقي سمومها المميتة .


صرت عاقاً وصار هو مرضياً ، لم أكن آسف على حظي ولم أندب موقع نفسي منهم وإنما كنت آسف على تيههم ..ولربما كنت في ساعة من ساعات الشدة أدعوا لهم بالهدى .


ولشد ما كان يؤنسني سكون الليل .. وترانيم السحر وخيوط الفجر .. فتلك الظلال تلقي في حسي حدساً جميلاً وأملاً مضيئاً .


فشقيقي الذي يرى الحياة مادة .. والكون قد أوجد نفسه .. والإنسان قد تطور من قرد فآل إلى ما هو عليه .. ولا خالق ولا رازق غير ذاك الذي يسعى له الفرد بين الناس فبقدر الجهد المبذول يكون العطاء .. والقضية قضية أرقام ، لشد ما يقلقه أن ينظر شقيقه إلى السماء راجياً من هناك العطاء بعد أن يلقي البذور في الأرض .



وأبي قد يخجل بي وبأفكاري " المتزمتة القديمة البالية : عند لقاءاته بأقرانه السياسيين القدامى وذوات المتاع والباع .


وأمي يؤرقها كثيراً أن ترى صاحباتها اللاتي يتحرين آخر الصرخات في عالم الأزياء ومبتكرات وسائل التجميل – أن يرين( كنتها ) أي زوجتي بزيها المحتشم ، المتواضع وما برحت تصفه بالملبس ( الذي يوحي بالشؤم ) .





* * * * * *




حملت نفسي بعيداً عن عمارة أبي التي تتسع لخمس عائلات لأقضي شطراً من الزمن مع من كانت سبباً رئيسياً لطردي من رحمة والدي .


لم تكن مشكلتي لتصل إلى حد المأساة ولم يكن الشعور الذي ينتابني قاسياً إلى حد يجعلني نادماً على شيء ضاع مني . وبمرور الأيام تأكد لدي أن والدي أراد معاقبتي على معصيتي فنقل كل أملاكه إلى ابنه المطيع قبل مفارقته الحياة ، كما تبين لي أن أمي سامحها الله كانت نافخة الكير له .


وقد من الله علي بالصبر والسلوان فلم أشعرهما بما يدور في نفسي ويضج به رأسي ، وكنت أعودهما بين الحين والآخر زائراً غير مرغوب فيه ، وكنت أكمم فاه زوجي بالتجهم والصمت المغرق ، وقضية الرزق عندي قضية مفروغ منها لذلك ما فكرت قطعاً في موانع الحمل مثلما كانت تفعل أمي في صباها أو أخي وزوجه هذه الأيام ، وإذا بي ميسور الحال خالي البال مستور الجانب لا أحتاج أحداً فقد فتح الله علي بحسنة الدنيا مقدماً فغدت حياتي سعادة سرمداً .


إنتقل والدي إلى العالم الآخر .. إلى عالم لا يضيع فيه مثقال حبة من خردل ، يومها اشتد بي الحزن وخلت نفسي من رواسب الماضي فرحت أدعوا له كثيراً بالمغفرة .


وقد أصر بعض الأقارب والمعارف على ولديه أي انا وأخي للحضور إلى المسجد القريب من فجر اليوم الثاني ، كنت أجد السير عند السحر كي ألحق صلاة الفجر في المسجد الذي يبعد عن مسكني مسافة نصف ساعة ، وللمرة الأولى رأيت أخي يدخل المسجد ويصلي ولاحظت أنه قد قطب حاجبيه واجتر عقدة إلى جبهته .. ينظر من طرف عينيه ليتابع المصلين ويفعل مثل حركاتهم .


وبعد انقضاء الصلاة ، قام رجل من الأقارب وهمس شيئاً في أذن الإمام ، فقد قرأ الإمام شيئاً من الأدعية ، ثم تجمع الناس في حلقة وأخذ الإمام لفافة من يد الرجل وأخذ الحاضرون يتناقلونها وكل واحد يعطيها جاره قائلاً : أوهبتك إياها فيرد الآخر: قبلتها منك ، في نهاية المطاف عادت الصرة للإمام فأعطاها للرجل .. دسها الرجل في جيب معطفه ثم أخرج من الجيب الآخر كيساً وأخذ يوزع منه قطع النقود المعدنية على أولئك السذج المحترفون الذين جاؤوا خصيصاً لهذا الغرض كما فهمت فيما بعد من الرجل المقرب وفهمت شيئاً آخر كان مستعصياً على ذهني إجابة على استفساري عما صنع الرجل تلك الساعة بقوله :


- عملنا للمرحوم ( سقوط صلاة ) .


- ماذا سقوط صلاة !!!


- أي نعم .


- ثم اقترب الرجل ليهمس لي .. ففاحت من أنفاسه رائحة كريهة فأشحت بوجهي قليلاً وانا أستمع لقوله .


- لازم تحج له حجة بدل .


- حجة بدل ؟


- طبعاً من ماله .. المال موفور .. سلامة خيره .


تحاشيت الخوض في أي جدل في وقته غير المناسب ، لكنني بإلحاح ذاتي تحولت إلى معرفة محتوى اللفافة القماشية .. وعلى وجه التحديد لتأكيد معلوماتي : يا عم ماذا يوجد في الصرة ؟


- أجاب مفتخراً ذهب ..أساور ..عقود .


- من أين جئتم بها ؟


- من سامي بيك .


ولم يطل بنا الموقف فقد أقبل أخي ( سامي بيك ) ليأخذ اللفافة الذهبية ومضينا كل في سبيله .



في اليوم الثالث للوفاة صنعوا طعاماً ( على روحه ) ليطعموا الفقراء ، وتوافد الفقراء وكانوا هم أولئك (الدراويش ) أنفسهم إضافة للأقارب والمعارف والأصدقاء القدامى الذين أترفوا وامتلأت بطونهم ، وقام ( الدراويش ) يقفزون ويتمايلون ويترنحون فيما يسمونه ذكراً .


كانت زوج أخي تطل من النافدة لترى المشهد الذي يضحكها في غمرة أحزاننا ، كما كان أخي يداري ضحكته الماكرة في خبث ، وكنت أسأل نفسي عما جعلهم يبذخون هذا البذخ ، ويعلنون عن كرمهم هذا الإعلان بعد ممات والدي ، حيث ضن في حياته ، وأي شي منعه من البذل ومن تأدية فرائض الله عندما كان فوق التراب .




* * * * * *



عدت إلى منزلي ذات يوم كعادتي بعد فراغي من عملي وقد خلا من حركة أولادي الخمسة فأحسست أن في ضيافة زوجي إمرأة ، فدفعني حرصي الدائم على النقاء في علاقات أسرتي مع الآخرين ، دفعني إلى إستنباط الخبر ، فوجدتها تداري عني سراً وتكاد تخفي ما وراء المرأة بإدعائها أنها إحدى القريبات .. جاءت في زيارة عابرة ، غير أن تلك القريبة أصرت على لقائي ، وبعد تمهيد ليس بالمطول فاجأتني بقولها :


- خذ بالك من أمك .


- ومالها أمي ؟


- أمك صارت اليوم غير ما كانت بالأمس .


وتوهمت أن أمي قد اتعظت بالموت فبدلت من سلوكها وانضبطت في حياتها فأخدت أدفع ذلك الوهم قائلاً :


- أمي وأعرفها أكثر من كل الناس .. والله لا تهتدي وإن اهتدت ... وجعلت أبلع ريقي لأستجمع أنفاسي اللاهثة من جديد لكني انثنيت عن عزمي في التقريع والإساءة لأمي فعدت قائلاً :


- على كل حال .. هداها الله وهدانا جميعاً .


أحسست بنظرات المرأة ثابرة فتحولت بوجهي بعيداً وقد كنت من البداية متحاشياً النظر في وجهها ، إصطدمت بعيني زوجي المعاتبة ، قالت المرأة القريبة :


- إسمع يا أخي .. لولا معرفتي بغيرتك وحرصك على أمك كحرصك على نفسك وغيرتك على إمرأتك لما جئتك أبداً .



أحسست بذهني يوجم وتتلبد الحركة فيه عندما إستطردت المرأة قائلة :


- أنا أعرف أنك قاسيت من أمك .. وعانيت من معاملة والدك رحمه الله ، ولكن الولد دائماً يكون حناناً لأبويه مساعداً لهما .


تصبب مني العرق .. أغرقت في لجة أفكار متطاحنة ، اندفعت وراء الحجب أستجدي الحقيقة الخابية منتقياً لفظة النداء : ياخالة .. قولي لي بصراحة ووضوح ما حدث لأمي ؟


- هدئ نفسك .. لم يحدث لها شيء .. وإنما ...


ولعلها قطعت حديثها عن قصد لتلهب عاطفتي فوجدتني أستشيط حماسة للمعرفة وكدت أسمع دقات قلبي المتزايدة ، ولو انها رجلاً لهززت كتفيه بعنف ساعة نهضت هاتفاً :


- قولي لي .. ماذا جرى ؟!!


فنهضت هي الأخرى وكذلك هبت ( أسماء )من موقعها


- لا تخف .. ما حدث لها شيئاً .. لكن أرجوك أن تحضر أنت وأسماء إلى بيتنا .. فأمك هناك .



* * * * * *




ووجدت أمي هناك فعلاً ، ولعل مصيبة حلت بها لا أدري تفاصيلها ، غير أن جواً مكفهراً قد خيم على المكان والسكان ..


كانت تلك المرة الثانية في حياتي التي أرى فيها أمي وقد حجبت رأسها بوشاح وإن كانت بعض خصلات شعرها متدلية ، أما المرة الأولى فكانت يوم لبست السواد حداداً على فقيدها .


شيئاً فشيئاً استطعت أن أفهم قصتها ، فقد طردتها زوج ابنها الآخر ( المطيع ) فالتجأت إلى هؤلاء الأقارب تستجدي المأوى والمأكل في عرينهم .


أما حليها الكثيرة التي يمكن لها أن تسعيش بثمنها مدى حياتها فقد أجابت بشأنها :


- أخدها اللعين يوم عملوا ( سقوط صلاة ) للمرحوم ولم يعدها .


إنحدرت دمعتان على خديها .. إختلط نشيجها بكلماتها ..


- الله يجازيك يا سامي .. الله ينتقم منك يا سوسن .. يا امرأة الزفت .


راحت ( أسماء ) تكفكف دموعها وتطيب خاطرها بكلمات المواساة ، وتدعوها إلى منزلنا مكرمة معززة .


إنتابني إحساس طفل يريد أن يمرغ وجهه في صدر أمه .. يطلق لعواطفه المكبوتة عنانها .. يبكي في حضنها .. يمسح دموعه براحتيها ، وما منعني من دلك غير وجودنا في بيت أؤلئك الطيبين .



عدت وأمي وزوجي إلى منزلنا مزجياً جزائل الشكر لتلك الأسرة مغبطهم على أريحيتهم .


وفي ذلك اليوم جلست أدعوا لأبي وقد خلت نفسي من شوائبها وارتحلت عني كل مشاعر الأسى وبينما كنت وأسماء نؤدي دور السائس الحاذق المتمرس .. نلطف الجو .. نطفي عليه نوعاً من المرح .. نؤدي الخدمات لأمي ونقوم بالواجبات نحوها جاءني خبر عن (سامي بيك ) الذي تقلب كثيراً في المراكز ، فقد ترقى من جديد في وظيفته ليكون صاحب صولة وجولة .. ومكانة محترمة في محيطه الطبقي ومحفله الإجتماعي .




الريان الديراني /1985 م



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
اليمان
مبدع جديد
مبدع  جديد
اليمان


عدد المساهمات : 20
نقاط : 20
التقييم : 10
تاريخ التسجيل : 27/01/2010

::::: الظلم ظلمات ::::: Empty
مُساهمةموضوع: رد: ::::: الظلم ظلمات :::::   ::::: الظلم ظلمات ::::: Empty2010-02-08, 10:37 pm

فعلا الظلم ظلمات


ولكن هل انتهت القصة


جزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الدمشقي
مبدع ذهبي
مبدع ذهبي
الدمشقي


عدد المساهمات : 355
نقاط : 538
التقييم : 17
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
المزاج : متفائل

::::: الظلم ظلمات ::::: Empty
مُساهمةموضوع: رد: ::::: الظلم ظلمات :::::   ::::: الظلم ظلمات ::::: Empty2010-02-11, 1:59 am

القصة رائعة جدا ولكن النهاية لم تكتمل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
charming
مبدع فعال
مبدع فعال
charming


بلد الاقامة : syria
عدد المساهمات : 50
نقاط : 97
التقييم : 23
تاريخ التسجيل : 01/02/2010
العمر : 49
العمل/الترفيه : بحلم بيك
المزاج : اخر رواء

::::: الظلم ظلمات ::::: Empty
مُساهمةموضوع: رد: ::::: الظلم ظلمات :::::   ::::: الظلم ظلمات ::::: Empty2010-02-18, 1:00 am

الريان الديراني
سلمت يداك
مشكور على هذة القصة الرائعة
بما فيها من العبروالمواعظ
والى اللقاء في الجزء الثاني
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ريان الديراني
مبدع جديد
مبدع  جديد
ريان الديراني


عدد المساهمات : 21
نقاط : 48
التقييم : 14
تاريخ التسجيل : 26/01/2010

::::: الظلم ظلمات ::::: Empty
مُساهمةموضوع: رد: ::::: الظلم ظلمات :::::   ::::: الظلم ظلمات ::::: Empty2010-02-18, 3:58 am

اليمان

الدمشقي

charming


مشكورون لمروركم الكريم ، هذه قصة قصيرة وليست رواية ..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المبدعة
مبدع جديد
مبدع  جديد
المبدعة


عدد المساهمات : 13
نقاط : 13
التقييم : 10
تاريخ التسجيل : 08/02/2010

::::: الظلم ظلمات ::::: Empty
مُساهمةموضوع: رد: ::::: الظلم ظلمات :::::   ::::: الظلم ظلمات ::::: Empty2010-02-19, 8:47 am

قصة رائعة جدا جدا
واعتقد ان النهاية واضحة وان لم تكنب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
MOMENA
مبدع برونزي
مبدع برونزي
MOMENA


عدد المساهمات : 173
نقاط : 203
التقييم : 16
تاريخ التسجيل : 26/01/2010
المزاج : الحمد لله

::::: الظلم ظلمات ::::: Empty
مُساهمةموضوع: رد: ::::: الظلم ظلمات :::::   ::::: الظلم ظلمات ::::: Empty2010-02-22, 7:56 am

جزاكَ الله خيرا


قصة معبرة



,,,
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
::::: الظلم ظلمات :::::
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» •|.:::: ~ أوبريت لن يدوم الظلم ~ ~ انتصارًا للمنشد محمد أبو راتب ~ ::::.| •

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إبداع الحياة الشبابية :: المنتديات العامة :: واحة القصص والروايات-
انتقل الى: